سلس البول أوهام وحقائق

سلس البول أوهام وحقائق


هناك الكثير من الأفكار المغلوطة في مجتمعنا حول سلس البول (أي تسرب البول لا إراديا) لدى السيدات، وقد لاحظت ذلك بحكم عملي كاستشاري متخصص في علاج هذا المرض، ورأيت هذا الأسبوع أن استعرض أهم هذه الأفكار والأوهام.
فالوهم الأول في منظومة الأفكار المغلوطة، هو أن سلس البول مشكلة غير شائعة، ولكن الحقيقة أنه حالة شائعة جدا في مجتمعنا، ومن أهم أسبابه الولادات المتكررة وزيادة الوزن، وهو يصيب اثنتين من بين كل خمس سيدات، أي أن نصف نساء المجتمع تقريبا يعانين من هذا المرض المزعج.
ولكنه مشكلة غير ظاهرة، لأن العديد من السيدات يشعرن بحرج شديد من التحدث علنا بشأنها.
أما الوهم الثاني، فهو أن سلس البول حالة مرضية بسيطة، والحقيقة أنه مشكلة كبيرة، تفقد المرأة ثقتها بنفسها، وتسبب لها الكثير من الأضرار النفسية، وتؤثر على حياتها الزوجية والاجتماعية، وتؤدي إلى مشاكل كبيرة أثناء أداء الشعائر الدينية، كالصلاة والعمرة.
والوهم الثالث، هو الاعتقاد بأن سلس البول نتيجة حتمية للتقدم في العمر ، والحقيقة أن التقدم في السن وحده لا يؤدي إلى مشاكل في المثانة، ولا يجب اعتبار تسرب البول أمرا طبيعيا أبدا في أي سن كانت، بالرغم من أنه أكثر شيوعا، بعد أن تتعدى المرأة الثلاثينات أو الأربعينات، لذلك يجب أن لا تستسلم السيدة لسلس البول، وتذهب لاستشارة الطبيب المختص، ليقيم حالتها، ويصف لها العلاج المناسب، حتى تتمكن من الاستمتاع بحياة أفضل.
وأخيرا، فإن الوهم الرابع، هو أنه لا يوجد علاج لسلس البول، والحقيقة أنه يمكن الآن الشفاء من سلس البول تماما، أو التحكم به بصورة كبيرة، فالعلاج قد تطور بشكل كبير، وأصبحت نسبة نجاحه مرتفعة جدا، وذلك عن طريق الأدوية أو تمارين الحوض أو العمليات الجراحية البسيطة، التي تجرى عن طريق المهبل، ولا تحتاج إلى فتح البطن، ويمكن أن تتم تحت التخدير الموضعي وتعود المريضة إلى بيتها في نفس اليوم.