منتديات القران والسنه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتيت الينا وفيك الخير وهنا تجد الخير ونريد منك الخير
نشكر زيارتكم منتديات القران والسنه ويشرفنا ان تسجل في موقعنا الاسلامي المبني على ادارة جميع من يسجل عضويته معنا لاننا في منتديات القران والسنه
نقوم بالعمل المشترك المبني على العمل بروح الفريق الواحد
هذفنا نشر ديننا الاسلامي باسلوب راقي ومتميز من خلال طرح المواضيع والافكار الابداعية وتقدم منتديات القران والسنه اجر مميز للعمل معنا لاننا نتمنى ان يحصل كل من يشارك معنا اجره بميزان حسناته وعظيم الاجر من الله عز وجل بجنة الفردوس تقبلوا خالص تحيات صاحب المنتدى الأستاذ ابو هيثم الغامدي



منتديات القران والسنه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتيت الينا وفيك الخير وهنا تجد الخير ونريد منك الخير
نشكر زيارتكم منتديات القران والسنه ويشرفنا ان تسجل في موقعنا الاسلامي المبني على ادارة جميع من يسجل عضويته معنا لاننا في منتديات القران والسنه
نقوم بالعمل المشترك المبني على العمل بروح الفريق الواحد
هذفنا نشر ديننا الاسلامي باسلوب راقي ومتميز من خلال طرح المواضيع والافكار الابداعية وتقدم منتديات القران والسنه اجر مميز للعمل معنا لاننا نتمنى ان يحصل كل من يشارك معنا اجره بميزان حسناته وعظيم الاجر من الله عز وجل بجنة الفردوس تقبلوا خالص تحيات صاحب المنتدى الأستاذ ابو هيثم الغامدي



منتديات القران والسنه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات القران والسنه

ملتقى أهل السنة والجماعه
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 تفسير بسيط أعجبني طريقة جديدة تربط آيات السور يبعضها الجزء 26 ارجو المشاركة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
aahmed025
عضو جديد
عضو جديد



ذكر عدد الرسائل : 1
نقاط : 25388
تاريخ التسجيل : 08/06/2010

تفسير بسيط أعجبني طريقة جديدة تربط آيات السور يبعضها الجزء 26 ارجو المشاركة Empty
مُساهمةموضوع: تفسير بسيط أعجبني طريقة جديدة تربط آيات السور يبعضها الجزء 26 ارجو المشاركة   تفسير بسيط أعجبني طريقة جديدة تربط آيات السور يبعضها الجزء 26 ارجو المشاركة Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 08, 2010 5:57 am

تفسير ميسر وملخص لسورة الأحقاف
( سورة مكية)
بسم اللة الرحمن الرحيم

(1)(حم (سبق الكلام عن الحروف المتقطعة في سورة الشورى.(2) ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) يخبر تعالى أنه أنـزل القرآن على عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين، ووصف نفسه بالعزة والقدرة والحكمة في الأقوال والأفعال .(3) (مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى) أي لا على وجه العبث والباطل ولكن بإتقان وعلم وحكمه إلى مدة معينة لا تزيد ولا تنقص(وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُون) أي: لاهون عن هذه الآيات رافضون للحق.(4) (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ) أي قل لهؤلاء المشركين بالله أرشدوني هل الذين تطلبون منهم العون وتعبدونهم مع الله خلقوا من الأرض من جبال أو أنهار أو إنسان أو حيوان؟ ( أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ) وهل لهم نصيب في خلق السموات؟(ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين)أي هاتوا كتاباً من كتب الله المنزلة على الأنبياء يدعو إلى الشرك أو دليل على علم صحيح منقول عن الرُسل يدعوا إلى هذا الضلال إن كنتم صادقين .(5) (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُون) والذين يعبدون الأصنام هم أشد ضلالاً بالله لأنهم يدعون جماداً حجراً لا يسمع ولا يبصر ولا يبطش ولا يستجيبوا لهم إلي يوم القيامة.(6) (وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِين)أي يلعن بعضهم بعضا،ويتبرأ بعضهم من بعض.(7) (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) أي أنه إذا تتلى عليهم آيات الله واضحة ظاهرة يقولون هذا سحر واضح.(Cool (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ) أم يقولون قد كذب محمد وافتري هذا القرآن من عند نفسه ( قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) أي: لو كذبت علي الله وزعمت أنه أرسلني لعاقبني أشد العقوبة (هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) أي هو أعلم بما تقولون وسوف يحاسبكم علي ذلك، وترغيب لهم في التوبه والإنابة فإنه يخبرهم أنهم إذا رجعوا إليه غفر لهم ورحمهم.(9) (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ) أي: لست بأول رسول جاءكم، حتى تستغربوا وتستبعدوا بعثتي إليكم ( وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ) أي لا أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا، أخرج كما أخرجت الأنبياء أم أقتل كما قتلت الأنبياء من قبلي؟ ولا أدري أتؤمنون أم تكفرون فيخسف بكم ،إنما أتبع ما ينزله الله عليَ من الوحي وأنذركم به.(10) (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ) أي القرآن (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وشهد شاهد من أهل الكتاب بصدقه وآمن به ولكن استكبرتم أيها الجهلاء فهل هذا إلا أشد الكفر والظلم والله لا يهدي الظالمين .(11) (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ) أي: قالوا لو كان القرآن خيرا ما سبقنا إليه بلال وعماروصُهَيب وخباب وأشباههم وأقرانهم من المستضعفين والعبيد( وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ) واذ سمعوا ما فيه من الخير والهداية استكبروا وقالوا هذا كذب ومنقول عن الكتب القديمة .(12) ( وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً) أي التوراة ، يقتدى به بنو إسرائيل ورحمة لهم( وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) وهذا القرآن مصدق وموافق للكتب السابقة وجعله الله عربيا فصيحاً واضحاً لينذر الكافرين ويبشرالمؤمنين.(13) (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )إن الذين شهدوا بوحدانيه الله ،ثم داموا علي طاعته، فلا خوف عليهم من أي شر أمامهم، ولا يحزنوا علي ما تركوا في دنياهم.(14) (أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) أولئك الذين نالوا رحمة الله بحرصهم وإخلاصهم لله في جميع أعمالهم .(15) (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ) ووصي الله مع طاعته الإحسان بالوالدين و الحنو عليهما، وذكر ما تحملته الأم من مشقة وتعب وكرب أثناء الحمل ثم مشقة كبيرة في الولادة(وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا) وهذه المشقة ليست مدة قليلة بل ثلاثون شهراً تشمل مشقة الحمل مع مشقة الرضاعة( حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً)أي فمن الواجب عليه عند بلوغه قوته وإكتمال فهمه في هذا السن (قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ) أن يلجأ إلي الله ويشكره علي نعمه عليه وعلي والديه بأن جعل في قلوبهم الشفقة والحنان حتى ربياه صغيرا ( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وأن يعمل ما يرضي الله ويدعوا الله أن يصلح له أولاده لأن في صلاحهم يعود النفع عليه ويتوب ويعود اليه.(16) ( أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ)أي يغفرلهم الكثيرمن الذنوب، ويتقبل منهم اليسير من العمل( فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) ووعدهم الله بأنهم سيدخلون الجنه كما وعد الله من تاب إليه وأناب وهذا وعد من أصدق القائلين.(17) (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا)أي تباً وقبحاً لكما(أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي) وهذا الفاجر حين يدعوه والديه إلى الإيمان والإقرار بالبعث، يقول لهم أتعدانني أن أخرج من قبري وقد انتهت القرون السابقة ولم يخرج من قبره أحد(وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقّ) فيسألان الله هدايته، قائلين له: آمن وصدق، إن وعد الله لاشك فيه (فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) فيقول لهما ماهذا الذى تقولانه إلا منقول عن الكتب القديمة الكاذبة .(18) (أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ) هؤلاء الذين وجب عليهم العذاب مع أمم مضت من قبلهم وكانوا خاسرين لأنهم إشتروا الضلالة بالهدى.(19) (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) أي لكل فريق من أهل الخير والشر منازل عند الله وهم لايظلمون بزيادة في سيئاتهم ولا بنقص في حسناتهم .(20) (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ) فيقال لهم توبيخاً (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) ضيعتم كل ماهو خير لكم وإستمتعتم بالدنيا كما تتمتع الأنعام (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ) فكما كنتم تستكبرون عن الحق فذوقوا عذاب الذل والإهانه بما عملتم من الفسق والمعاصي ،ثم يقول تعالى مسليا لنبيه في تكذيب من كذبه من قومه .(21) (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ) وهو هود، عليه السلام، بعثه الله إلى عاد الأولى، وكانوا يسكنون الأحقاف الجبال كثيفة الرمال باليمن (وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) وقد أرسل الله الرسل بإنذارقومها قبل هود وبعده( أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) وأوصاهم بعبادة الله والخوف من عقابه .(22) (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) أي لتصرفنا وتبعدناعن عبادة آلهتنا فأتنا بالعذاب إن كان ما تقول صدق .(23) (قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ) أي هوأعلم بموعد عذابكم إن شاء (وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ) وأما أنا ليس علي إلا البلاغ (وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ) بجرأتكم على الله.(24) (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ) فلما رأوا سحاباً عظيماً في عرض الماء متجهاً إلي مكانهم (قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا) أي سحاب ممطر لنا ( بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ )أي هو عذاب الله الذي استعجلتم به فهو ريح فيها عذاب شديد مؤلم .(25) (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا) بإذنه ومشيئته (فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ) أي أهلكوا جميعاً إلا مساكنهم التي كانوا يسكنوها .(26) (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ ) ولقد مكنا لعاد وأعطيناهم ما لم نعطيكم مثله (وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ) لكي يستعملوها في طاعة الله والخوف من عذابه فلم يتدبروا ذلك ( إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ) بل استعملوها في سخط الله (وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) وكانت النتيجة نزول العذاب عليهم فاحذروا أن تكونوا مثلهم .(27) (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى) ولقد أهلك الله ما حولكم ياأهل مكة كقوم عاد وثمود ومدين ( وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)أي بيناها ووضحناها لهم لكي يعودوا إلي الله .(28) (فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً) فهل أنقذتهم هذه الآلهة من عذاب الله؟ والتي إتخذوا عبادتها لكى تقربهم إلي الله؟( بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ)بل ذهبوا عنهم ولم ينفعوهم( وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) وهذا كذبهم وما كانوا يزعمون ويمنون به أنفسهم أنهم علي الحق .(29) (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ) ولأن الله أرسل رسوله إلي الخلق إنسهم وجنهم فقد بعث اليه بقدرته طائفة من الجن وهويقرأ القرآن ذات ليلة(فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا) فلما حضروا وسمعوا القرآن قالوا لبعضهم استمعوا وانتبهوا لهذا القرآن(فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ) فلما انتهى من قراءة القرآن وقد وعوه وأثَر فيهم رجعوا إلي قومهم لينذروهم .(30) (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى) لم يذكروا عيسى لأن الإنجيل فيه مواعظ وقليل من التحليل والتحريم وهو متمم للتوراه(مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ) مصدق لما قبله الكتب( يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ)إلي الإعتقاد السليم (وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) طريق الجنه.(31) (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ)أي محمداً عليه السلام (وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) وينقذكم من عذاب أليم.(32) (وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ)ومن لا يستجيب لما دعا اليه رسول الله( فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ ) إن أراد الله عقوبته( وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)وليس له من دون الله أنصار يمنعونه من عذابه أولئك في بٌعد واضح عن الحق وقد سخْرَ الله هؤلاء الدعاة ليعاونوا الرسول في نشر دعوته في الجن، وقد نجحوا في كثيرا منهم وجاءوا إلي الرسول وفوداً .(33) (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ) ولم يعجز في خلقهن(بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) فإنه لا يعجزه أن يحيي الموتي(بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي أن ذلك أمر يسير على الله لأنه قادر على كل شيء .(34) (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ) ويوم القيامة حين عرضهم علي النار فيقال توبيخاً لهم (أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا) فيقولوا نعم إنه العذاب حق( قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ) فيقال لهم فذوقوا العذاب بما كنتم تجحدون وتكذبون بما أنزل الله ورسوله.(35) ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) ثم قال تعالي آمراً رسوله بالصبرعلي تكذيب من كذبه من قومه، كما صبر أولو العزم من الرسل وهم علي المشهور:نوح وإبراهيم وموسي وعيسى وأنت منهم(وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) العذاب (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ) فإنه حين يقع هذا العذاب ويرونه يوم القيامه كأنهم لم يمكثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار(بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) وهذا بلاغ لهم ولغيرهم ولا يهلك بعذاب الله إلا القوم الخارجون عن أمره وطاعته. وهذا ولله الحمد آخر تفسير سورة الأحقاف.

تفسير ميسر وملخص لسورة محمد
( سورة مدنية)
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) نزلت هذه السورة في الطريق أثناء الهجرة من مكة إلي المدينة، بعد أن قام الذين كفروا بآيات الله وبرسوله بصد المؤمنين عن سبيل الله، وإتباع رسوله، فهؤلاء أبطل الله أعمالهم بنصره لعباده المؤمنين وليس لهم جزاء ولا ثواب على ما فعلوا .(2)( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)أي المؤمنين الذين آمنوا واتبعوا الرسول غفر الله لهم وأصلح دينهم ودنياهم.(3) ( ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ ) أي أن الذين كفروا اختاروا الباطل على الحق ففسدت أعمالهم ،وأن الذين آمنوا اختاروا الحق فصلحت أعمالهم) كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ( وهذا مثال يبينه الله تعالي لأهل الشر وأهل الخير .(4) (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ) نزلت بعد وقعة بدر ليرشد الله عباده المؤمنين في حروبهم مع المشركين بأن يحرصوا علي قتلهم وهلاكهم لا علي الاستكثار من الأسر( حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ) حتى إذا تمكنتم من قتلهم وكسر شوكتهم ورأيتم أن الأسر أولى وأصلح فشدوا عليهم الرباط حتى لا يهربوا( فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) ولكم الخيرة بالمن عليهم بإطلاق سراحهم أو فداء أنفسهم بالمال وذلك بعد انتهاء الحرب والبقاء في المسالمة( ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) أي أن الله قادر على هلاكهم ولكن ليمحص قلوبكم ويقوم سوق الجهاد فيظهر الصادق من الكاذب (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ) لن يحبطها الله بل يتقبلها.(5) ( سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ)أي إلى الجنة ويصلح أمرهم وحالهم .(6) (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ) التي وصفها لهم من قبل لما فيها من النعيم.(7) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) هذا وعد من الله أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره الله وييسر له أسباب النصر من الثبات وغيره .(Cool (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) أي أنهم في انتكاس من أمرهم وخزي وبطلان لأعمالهم.(9) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )أي أنهم لا يريدون ما في القرآن من صلاح وفلاح لهم ففسدت جميع أعمالهم.(10)(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ) أي أهلكهم الله بإصرارهم على الكفر وسوف يكون هذا مصيركم مثلهم .(11) ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ)لان الله هو ولى المؤمنين وناصرهم .(12) (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) أي يتمتعون في الجنة وما فيها من بساتين، وأشجار مثمرة، بالفاكهة التي تُسقى من أنهار الجنة(وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) أي يتمتعون بملذات الدنيا وشهواتها كالبهائم التي لا تعقل والنار جزاؤهم في الآخرة .(13) (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ) وهذا تهديد ووعيد لأهل مكة الذين أخرجوك منها وكذبوك.(14) (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ) أي لا يستوي من هو علي بصيرة من أمر دينه علما وعملا ومن هوأعمي القلب رافض للحق فيضله الشيطان فيزين له عمله السيئ واتباع شهواته.(15) ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ)أي صافٍ عذب غير متغير ريحه (وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ)بل في غاية البياض والحلاوة والدسومة (وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ)أي ليست كريهة الطعم والرائحة كخمر الدنيا بل حسنة المنظر والطعم والرائحة (وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى)أي في غاية الصفاء حسن اللون والطعم والرائحة "لم يخرج من بطون النحل"( وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)من نخيل وعنب وتفاح ورمان ومن كل فاكهة مما لا نظير له في الدنيا( كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ)أي هؤلاء الذين ذكرنا منزلتهم من الجنة كمن هو خالد في النار (وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ )أي ماءً مغلي شديد الحر لا يستطاع فيقطع ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء .(16) (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا)ويخبر الله عن المنافقين أنهم حين يجلسون ليسمعونك فلا يفهمون ما تقول فإذا خرجوا من عندك سألوا الصحابة مستفهمين عما قلت آنفا أي قريبا أوالساعة ذلك لعدم حرصهم علي فهم ما أنزل الله (أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) أي فلا فهم صحيح ولا قصد صحيح بسبب إتباعهم أهوائهم .(17) (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) والذين قصدوا الهداية وفقهم الله لها وهداهم إليها وألهمهم رشدهم .(18) (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً)أي فجأة (فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ)أي علامات اقترابها فكيف للكافرين إذا جاءتهم الساعة أن يتذكروا ويلوموا أنفسهم حيث لاينفعهم ذلك.(19) (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ)أي بتوحيد الله المنفرد بالخلق والتدبير والنعم والثواب والعقاب والحكمة (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)أي اطلب المغفرة من الله لك وللمؤمنين، لأن في إيمان كل مسلم ومسلمة حق على أخيه أن يدعو ويستغفر له ويحب له ما يحب لنفسه وبذلك تتآلف قلوبهم ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)أي يعلم تصرفكم في نهاركم ومستقركم في ليلكم.(20) (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ)أي يخبر الله عن المؤمنين أنهم تمنوا شرعية الجهاد فلما نزلت هذه السورة وفيها الأمر بالقتال (رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ)أي من فزعهم ورعبهم وجبنهم من لقاء الأعداء ( فَأَوْلَى لَهُمْ) أي كان الأولى بهم .(21) ( طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) أن يسمعوا ويطيعوا ويقولوا ما يرضي الله (فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) فإذا جاء القتال وأخلصوا النية له لكان ذلك خيراً لهم في دنياهم وآخرتهم .(22) (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ)أي لعلكم إن أعرضتم عن الجهاد( أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ )أن تعودوا إلى ما كنتم فيه من الجهل وسفك الدماء وقطع الأرحام.(23) (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)أي أبعدهم عن رحمته وجعلهم لا يسمعون ولا يبصرون ما ينفعهم.(24) ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )يقول تعالى آمراً بتدبر القرآن وفهمه وناهياً عن الإعراض عنه فهؤلاء المعرضين عن كتاب الله فقد أغلقت قلوبهم بأقفال فلا يدخلها خيرأبداً.(25) ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ)هم المنافقون من أهل الكتاب والذين أسلموا ولم يؤمنوا من أهل مكة الذين رجعوا إلي الكفر بعد الايمان فقد زين لهم الشيطان وخدعهم وغرهم.(26) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ)أي للمشركين ( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ) أي في مخالفة محمد والقعود عن الجهاد معه والمناصرة علي عدآءه ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ) ولكن الله أخبر رسوله بما يسرون وما يخفون .(27) (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُم)أي كيف حالهم إذا جاءتهم الملائكة بقبض أرواحهم إستخرجتها الملائكة بالعنف والقهر والضرب.(28) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) ذلك العذاب لأنهم اتبعوا ما يغضب الله غضبا شديداً وكرهوا رضا الله عليهم فأبطل أعمالهم. (29) (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ) أي اعتقد هؤلاء المنافقون أن الله غير قادر أن يكشف أمرهم لعباده المؤمنين! .(30) (وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) أي ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم فعرفتهم ولكن لم نفعل ذلك في جميع المنافقين سترا منه علي خلقه أو لحكمه يعلمها الله ولكن سوف تعرفهم من كلامهم الدال علي مقصدهم وبفلتات ألسنتهم. (31)(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) ولنختبركم بالأوامر والنواهي لنعلم المؤمن الحق من الكاذب و ذلك برؤية أعمالكم الفعلية، وهذا العلم الذي يقع به الجزاء لا بعلمه القديم عليهم، لأن الله يحاسبهم علي أعمالهم وليس علي علمه .(32) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) هذا وعيد شديد للذين كفروا وصدوا الخلق عن سبيل الله وعاندوا وخالفوا الرسول عن عمد وعناد لا عن جهل( لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ) فإنهم لن ينقصوا من ملك الله شيئاً وسوف يبطل الله مساعيهم وأعمالهم التي بذلوها في نصر الباطل.(33) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)يأمر تعالى المؤمنين بالإخلاص في طاعة الله ورسوله، والنهي عن المعصية ،وإلا فسدت وبطلت أعمالهم ومن رحمة الله فإنه يغفر لمن يشاء إذا لم يشرك به .(34) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ)أي إن تابوا من ذلك قبل موتهم فإن الله يغفر لهم، ويرحمهم، ولو أفنوا أعمارهم في الكفر والمعاصي فسبحان من فتح لعباده أبواب الرحمة مع قدرته عليهم .(35) (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ ) ثم قال لعباده المؤمنين بأن لا يخافوا ولا يضعفوا عن قتال الاعداء وذلك بأن تميلوا إلى المسالمه في حال علوكم عليهم بقوتكم وكثرة عددكم (وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) والله معكم بالنصر عليهم، ولن ينقص من أعمالكم شيئاً .(36) (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) يقول تعالى تحقيراً لأمر الدنيا أن مجملها لعب ولهو إلا ماكان منها لله عز وجل ولهذا قال( وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ)أي هو غني عنكم لا يطلب منكم شيئاً وإنما فرض الزكاة والصدقات مواساة لإخوانكم ليعود النفع والثواب عليكم. (37) ( إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ ) فكيف إن سألكم أموالكم لنفسه وهو الغني عن ذلك فيحفكم أي ويشدد في طلبها فسوف تبخلوا ويخرج ما في قلوبكم من السوء. (38) (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ) ولكنه يدعوكم لتنفقوا في سبيل الله ليعود النفع عليكم بالمصلحة الدينية والدنيوية( وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ) ومن يمتنع عن الإنفاق فإنه حرم نفسه من الاجر وهو الغنى وأنتم الفقراء إليه ( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) أي إن تعرضوا عن طاعة الله وإتباع شرعه فسوف يستبدلكم بقوم يكونون سامعين مطيعين له ولأوامره. وهذا ولله الحمد آخر تفسير سورة محمد (القتال)

تفسير ميسر وملخص لسورة الفتح
( سورة مدنية)
بسم الله الرحمن الرحيم
نـزلت هذه السورة الكريمة لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية في ذي القعدة من سنة ست من الهجرة، حين صده المشركون عن الوصول إلى المسجد الحرام ليقضي عمرته فيه، وحالوا بينه وبين ذلك، ثم مالوا إلى المصالحة والمهادنة، وأن يرجع عامه هذا ثم يأتي من قابل، فأجابهم إلى ذلك على تكره من جماعة من الصحابة، منهم عمر بن الخطاب، رضي الله عنه فلما نحر هديه حيث أحصر، ورجع، أنـزل الله، عز وجل، هذه السورة فيما كان من أمره وأمرهم، وجعل ذلك الصلح فتحًا باعتبار ما فيه من المصلحة، وما آل الأمرإليه وقوله تعالى(1) (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)أي بينا ظاهرا بسبب لما آمن الناس بعضهم بعض وتكلم المؤمن مع الكافر اتسعت دائرة الدعوة لدين الله عز وجل ولما أجاب الرسول لهذا الصلح طاعة لله وتحمل هذه الشروط قال الله له (2). (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) وهذا فيه تشريف عظيم لرسول الله صلي الله عليه وسلم لأنه كان أطوع خلق الله لله وأكثرهم تعظيما لأوامره ونواهيه (3). (وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا) بسبب خضوعك لأمر الله يرفعك الله وينصرك على أعدائك(4). (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ)أي جعل الطمأنينة في قلوب الصحابة حين استجابوا وانقادوا لحكم الله ورسوله يوم الحديبية(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)أي لو أرسل عليهم ملكاً واحداً لأبادهم ولكنه شرع لعباده المؤمنين الجهاد لما له في ذلك من الحكمة(5). ( لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا)أي حينما قال الصحابة هنيئاً لك يا رسول الله هذا لك فما لنا فأنزل الله هذه الآية ليغفر لهم خطاياهم وذنوبهم ويعفو عنهم(6). (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ) أي الذين يتهمون الله في حكمه (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ) ويظنون بالرسول وأصحابه أنهم سوف يقتلوا ويذهبوا جميعاً(عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)أي أبعدهم من رحمته(7). (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)أي يؤكد الله تعالى قدرته على الانتقام من هؤلاء الكفرة والمنافقين (Cool. (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا )أي شاهداً على الخلق ومبشراً للمؤمنين ونذيراً للكافرين (9). (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا )أي تعظموه وتنصروه وتسبحون الله في أول النهار وآخره.
عندما أرسل الرسول عثمان بن عفان لأشراف قريش يخبرهم بأن الرسول لم يأت لحرب وإنه جاء زائراً للبيت الحرام وحين بلغه أن عثمان قد قتل وهو لم يقتل بعد فدعا الرسول الناس إلى بيعة الرضوان علي ألا يفروا عنه أبداً وأنزل الله تعالى(10). (إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ)أي أنه في حقيقة الأمر فإنهم يبايعون ويعقدون العقد مع الله ولزيادة التأكيد فإن(يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)أي وكأنهم بايعوا الله وصافحوه بتلك المبايعة( فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) أي من لم يف بما عاهد الله فإن وبال ذلك راجع إليه ومن أوفى فإن أجره عظيم عند الله(11). (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)أي يخبر الله تعالى رسوله عن بعض الذين اعتذروا عن المسير معه بحجة الأهل والتجارة وهم كاذبون منافقون ( قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )أي لا يقدر أحد أن يرد ما أراده الله فيكم سواء خرجتم معه أم لا والله عليم بسرائركم وضمائركم (12). (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا )أي اعتقدتم أن المؤمنين سوف يقتلون ولا يرجع منهم أحد وهذا ظنكم السيئ بالمؤمنين ولكن هذا السوء عائد عليكم بهلاككم (13). ( وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ) ورغم ما فعلوا فإن الله يحذرهم ويتوعدهم إذا لم يؤمنوا بالله ورسوله(14). (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )ثم يبين تعالي أنه هو الحاكم المتصرف في العباد يغفر ويعذب من يشاء غفور رحيم لمن تاب وعاد إليه(15). (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ) ذكر الله تعالي عقوبة المخلفين أن الرسول والمؤمنين إذا انطلقوا إلى مغانم لا قتال فيها فلا يصحبوهم ولا يشاركوهم في الغنائم( فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلا قَلِيلا)أي يقولوا للمؤمنين إنهم استكثروا هذه الغنائم عليهم وهذا منتهى علمهم ولهذا قال تعالى إنهم لا يفقهون إلا قليلا(16). ( قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ) أي شرع لكم جهادهم وقتالهم فيكون لكم النصرة عليهم أو يسلمون بلا قتال (فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا) فإن تستجيبوا إلي الجهاد يؤتكم الله أجراً عظيماً( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) وإن تخلفتم كما فعلتم في الحديبية سوف يعذبكم عذابا شديداً(17). ( لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا )ثم ذكر الله تعالي الأعذار في ترك الجهاد كالعمى والعرج المستمر والمرض(18). (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) أي يخبر الله تعالي عن رضاه عن المؤمنين الذين بايعوا الرسول لأنه عليم بصدقهم ( فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) فنزع ما في قلوبهم من كره لكي يتم الصلح بينهم وبين أعدائهم ثم أكرمهم بفتح خيبر وفتح مكة وسائر البلاد(19). (وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) أي حصلوا علي الغنائم والعز والنصر والرفعة في الدنيا والآخرة(20). (وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ)أي صلح الحديبية أو فتح خيبر(وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)أي لم ينلكم سوء مما جهزه أعدائكم لكم من القتال وفي ذلك عبرة بحفظ الله لكم(21). (وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا) وهي فتح خيبر يسرها الله عليكم(22). (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا)ويقول الله تعالى مبشراً حتى ولو قاتلوكم فإنه ناصركم(23). (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا)أي هذه سنة الله وعادته في خلقه بنصر الإيمان على الكفر(24). (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) نزلت حين جاء ثمانون رجلاً من أهل مكة يريدون القتال وذلك عند وصول الرسول إلى الحديبية فقام الصحابة إليهم فأوثقوهم بين يدي رسول الله فعفى عنهم وخلى سبيلهم (25). (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ)أي أنهم منعوكم عن المسجد الحرام وأنتم أهله وأحق به وحبسوا الهدي عن محل ذبحه في مكه وكل ذلك داعى لقتالهم (وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ) أي لولا وجود رجال ونساء من أهل الإيمان يكتمون إيمانهم بين المشركين لا تعرفونهم حين نيلهم الأذي فيسؤكم ذلك لكُنا سلطناكم عليهم فقتلتموهم ( لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ) ولكن يؤخر عقوبتهم ليخلٌص من بينهم المؤمنين( لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) أي لو تميز الكفار من المؤمنين الذين بين أظهرهم لسلطناكم عليهم فلقتلتموهم قتلا ذريعا.(26) (إِِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ) وذلك حين رفضوا وأخذهم الغضب أن يكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم وأيضا محمد رسول الله( فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)وهي كلمة لاالله إلا الله ولم يحملهم الغضب بل صبروا لحكم الله وهو العليم بذلك.(27) ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ) نزلت حين كثر الكلام بعد الصلح حول أن الرسول قد أخبر الصحابة أنه رأى رؤيا بأنهم سيدخلون مكة ويطوفون بالبيت ولما حدث يوم الحديبيه فسألوا الرسول عن ذلك فقال أخبرتكم أنه العام فقالوا لا لذلك قال تعالي أن الرؤيا صدق وأنها سوف تتحقق وتكونوا آمنين لأدائكم النسك وتكميله بالحلق والتقصيروهذا ما حدث بالفعل في العام التالي(فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) ولعلم الله من المنافع التى تعود عليكم وتمحيصا لقلوبكم فكان ما كان يوم الحديبية. (28)( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) أي أرسل رسوله بالعلم النافع والعمل الصالح على سائر أهل الأرض وكفى بالله شهيداً على أنه رسوله.(29)( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) هو الرسول حق بلا شك ولا ريب (وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) وصفهم الله بكثرة العمل وكثرة الصلاة ووصفهم بالإخلاص فيها لينالوا فضل الله وهو سعة الرزق عليهم ورضاه تعالى عنهم( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) ضياء في الوجه من كثرة الصلاة وأصلح الله ظاهرهم للناس (ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ)أي مثل هؤلاء الصحابة مثل الذين نصروا التوراة والإنجيل من قبل (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ) ومثل صحابة الرسول كأفرخ الزرع وعروقه التى تآزره أي تحميه وتقويه وتثبته( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) حتى يعجب من يراه أما الكفار فيملئ الغيظ قلوبهم حين يرون شدتهم وترابطهم (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) وعد الله الصحابه مغفرة لذنوبهم وثواباً جزيلاً ورزقاً كريماً وجعل جنات الفردوس مأواهم.
. "وهذا ولله الحمد آخر تفسير سورة الفتح"


تفسير ميسر وملخص لسورة الحجرات
( سورة مدنية)
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيم)أي؛لا تسبقوا رسول الله بالقول والفعل حتى يبين لكم شرائع دينكم بل كونوا أتباعاً له في جميع الأمور إن الله سميع لأقوالكم عليم بنياتكم(2). (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) وأيضاً لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تخاطبوه بصوت عالي كمخاطبة بعضكم لبعض ( أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) حتى لا تفسد جميع أعمالكم الطيبة(3). (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ) أي؛ الذين يخفضون أصواتهم عند رسول الله ابتغاء مرضات الله ( أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيم) أولئك ينالوا تقوى الله ومغفرته بعدم فعلهم ما يشتهون(4). (إِنْ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)أي؛ جماعة من الأعراب نادوا على الرسول وهو في بيت من بيوت نسائه لكي يخرج إليهم فيصفهم الله تعالى بأنهم لا يفهمون ويقول الله تعالى(5). (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَان خَيْرًا لهم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم)أي؛ لو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان ذلك أفضل لهم مما فعلوا ثم يدعوهم الله إلى التوبة والمغفره(6). (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)يأمر الله تعالى بالتحقق في خبر الفاسق وعدم أخذ أي إجراء عن جهل حتى لا نندم بعد ذلك(7). (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ) أي؛ اعلموا أن رسول الله موجود بينكم وفي هذا فضل كبير فعظموه ووقروه وانقادوا لأمره ولو أطاعكم في ما تختارونه لأدى ذلك إلي شقائكم (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) أي؛حبب الإيمان إلى نفوسكم وحسنه في قلوبكم ( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) وكره اليكم الذنوب الكبار والمعاصي والمتصفون بذلك هم الذين صلحت علومهم وأعمالهم(Cool. (فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) وهذا فضل من الله عليهم وهوعليم حكيم بمن يستحق الهداية(9). (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)ومن هذا يستدل أنه لا يخرج أحدكم من الإيمان بالمعصية وإن عظمت ولكن إنصروا المظلوم حتى يرجع الظالم إلى أمر الله وفي هذا نصرله أيضا ًثم أصلحوا وأعدلوا بينهم فيما أصاب بعضهم بعضاً(10). (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )أي؛ إنكم تنالون رحمة الله بمحبة إخوانكم وحرصكم على الصلح بينهم (11). ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ) ينهى تعالى عن السخرية بالناس وهو احتقارهم والاستهزاء بهم فقد يكون المحتقر أعظم قدراً عند الله من الساخر ( وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ) ولا يعب بعضكم بعض باللمز وهوالقول والهمز هو الفعل بعلامات الوجه والأيد ,ولا تنادوا بعض بالألقاب المستكرهة ( بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ومن يفعل ذلك فهو ملعون فبئس الصفة لمن يفعل ذلك هي الفسوق ومن لم يتب عن هذا فهو من الظالمين(12). (يَا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير بسيط أعجبني طريقة جديدة تربط آيات السور يبعضها الجزء 26 ارجو المشاركة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آيات من سورة الفجر
» ضيف جديد بحلة جديدة
» تفسير العدل والإعتدال
» حكم تفسير القرآن الكريم بالنظريات الحديثة
» حكم تفسير القرآن الكريم بالنظريات الحديثة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات القران والسنه :: منتديات القران الكريم :: منتدى التفسير-
انتقل الى: